أصبح مجتمعنا اليوم مهم بالرياضة بشكل كبير وظاهر عن ذي قبل, وأكاد أجزم ان ليس هناك أسرة لا يوجد فيها فر الا وهو مهتم بالرياضة او منضم الى نادي رياضي, والمذهل في إدارة هذه الأندية ان هدفهم الربح المادي وليس حث الناس على الرياضة الصحية, والأندية الرياضية ليست بالضرورة المقصود بها تلك المختصة في رفع الأثقال ( ألعاب المقاومة ) حيث هناك العديد من أنواع الأندية المختصة في مجالات مختلفة مثل فنون القتال وكرة القدم وغيرها, وعادة ما يكون رواد هذه الأندية مهتمين بهوايات معينة يمارسونها.
بشكل عام إن ارتياد الأندية الرياضية بمختلف أنواعها يعود بالفائدة على الجسم من جميع نواحيه العضلية والنفسية ولكن بكل تأكيد ممارسة الرياضة لا ترتبط ارتباط جذري بدخول الأندية الرياضية فتوجد عدة رياضات يمارسها الناس بدون الدخول للأندية ومن اشهر هذه الرياضات رياضة المشي فالإنسان اذا مشى من ساعة الى نصف ساعه يوميا يصبح انسان صحي والانسان الذي يزيد عن هذه المدة يصبح رياضيا, ولكن انتشرت في الآونة الأخيرة موضة الأندية الرياضية واقصد بالموضة هو استعراض المستثمرين المهتمين في مجال الأندية الرياضية بالمنافسة بينهم لصناعة اجمل واحدث مكان يضم صالات رياضية متنوعة وبأغلى الأسعار وتنتشر الإعلانات لهذه الصالات بشكل كبير جدا والغرض منه ليس تثقيف الناس وحثهم على أهمية الرياضة وفوائدها بل بغرض المادة بنسبة كبيرة لأنه عند اشتراكك في احد الأندية تكتشف ان كل شيء في الداخل بمقابل مادي من غير سعر الاشتراك المبالغ فيه عند دخولك لاحد هذه الأندية, وأصبحت ثقافة أهمية الرياضة للجسد شبه معدومة عند البعض والسبب بان الدور الثقافي في هذا المجال قليل جدا لان الاغلب يركز على ان تدفع قيمة اشتراكك لهذه الأندية ولا يهمه استمرار قدومك او لا.
وظهرت في الآونة الأخيرة دخول الأندية الرياضية الخاصة بالنساء وأقبلت العديد من النساء على الاشتراك في الأندية الرياضية سواء التي تديرها المستشفيات, أو الفنادق, أو مراكز التسوق, أو المستقلة بذاتها وغيرها.
وعلى الرغم من اختلاف الإمكانات وتباين الأسعار بين تلك المواقع إلا أن تلك الأندية شهدت إقبالا مرتفعا من مختلف الفئات العمرية, حيث يلاحظ أن الراغبات بالاشتراك لا تهتمن كثيرا في نوعية الخدمات ومستويات المدربين, وإنما يحرصن على اختيار النادي الأفضل من ناحية التصميم والألوان وغيرها, مما قلل من فرصة وجود أندية تقدم خدماتها بأسعار متاحة إذ أصبحت تتنافس في " البهرجة " وتقديم الخدمات الترفيهية للمشتركات, وجعلتها من أولويات النادي بدلا من ممارسة الرياضة والمحافظة على الصحة.
يجب على اللجان المراقبة وضع آلية محددة لأسعار الاشتراك المبالغ بها للأندية فأنا شخصيا على سبيل المثال طالب جامعي سعر الاشتراك في نادي رياضي يلبي جميع احتياجاتي الرياضية يفوق سعر المكافئة التي تصرفها لي الجامعة بأضعاف الأضعاف وهذا مبالغ فيه بكل تأكيد! بالإضافة ان يوجد في مجتمعنا فئة الشباب لديهم وقت فراغ كبير, وتعد الأندية الرياضية من أفضل الأماكن التي يمكن ان تضع وقت فراغك بها حيث انها تبعدهم عن التصرفات الخاطئة وتعود عليهم بالفائدة الصحية والشعور بالرضا, حيث أن المرء عندما يقوم بعمل يحافظ به على صحته ويزيد من قدراته الجسدية يدرك بأنه يقوم بالأمر الصواب تجاه نفسه.